هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟ هل نحن حقًا أمةٌ لا تقرأ ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده ((الكتاب)) و لم يجعل له عوجا
و الصلاة و السلام على من بعثه الله بشيرًا و نذيرًا و معلمًا ((الكتاب و الحكمة)) و هاديًا إلى الله و صراطًا مستقيمًا
و بعد …
يقول المثل ((إذا أردت أن تحفظ شيئًا ، فضعه داخل كتاب))
بداية كنت ممن يكررون هذا المثل كثيرًا ، لكن عندما راجعت حسابات و نظرت داخل نفسي أتاني هذا السؤال ((هل نحن حقًا أمة لا تقرأ؟))
شغلت نفسي بهذا السؤال أقلبه يمنةً و يسرةً و أستخلص منه أسألةً و أجوبةً و أنظر في أحوال الناس و المجتمع.
تكرر هذه الأسئلة داخلي :
هل نحن حقًا أمة لا تقرأ ؟
و ما السبب الذي جعلنا أمةً لا تقرأ ؟
و هل للطبيعة العربية شأنٌ في هذا أم أنه شأن البيئة ؟
و ما الحل إذً
و غيرها و غيرها ، تدور في ذهني و ذهنك و أذهان كثير منَّا.
بعد هذا التنقيب و ذلك البحث في أعماق الداخل خلصت إلى نتيجة لا أزعم أنها الحقيقة و أن ما سواها باطل :
________________________
أولًا هل نحن حقًا لا نقرأ ؟ :
أستطيع أن أجيب جازمًا لا زاعمًا أنَّا أمةٌ تقرأ ، نعم أكثر العرب يقرؤون !
لكن ماذا يقرؤون ؟ و كم معدل ما يقرؤون ؟
نصفهم أو أقل بقليل يقرؤون القصص و الروايات التي لا تسمن و لا تغني من جوع !
أو يقرؤون الجرائد لمتابعة الأخبار «الرياضية و شيء من غيرها» بينما الملحقات الثقافية مجهولة على سوء ما فيها!!
و لا أنكر أنَّ هناك «صحوة» رائدة في القراءة الثقافية لكنَّ تلك «الصحوة» تحتاج من يوجهها.
صحيحٌ أنَّ خير جليسٍ في الزمان كتاب، لكن ليس كل كتاب جليس فبعض الكتب سمٌ قاتل يبدو بمظهر زاهي.
إذً فإنَّ المجتمع العربي ليس أمةً لا تقرأ لكنه أمةٌ لا تعرف ما تقرأ و لا كيف تقرأ.
لذا فهي أمةٌ لا تقرأ لكن من جهةٍ أخرى
---------
من بينكم أنا الذي كانت للتربية الدينية بنعمة من الله أثرٌ لاجتناب الكتب الفاسدة ، لكني عندما بدأت أقرأ كنت أقرأ كتب روائية لأبرز قادات المعارك و الفتوح الإسلامية لأقضي و قت فراغ الفسح في مكتبة المدرسة التي تفاجأت بوجودها!!
---------
من جهة أخرى فإنك تجد أن من يمسك الكتاب لا يمسكه إلا كسلًا و قطعًا لدابر الفراغ!!
و من هنا نعلم عين يقين أن معدل قراءته متذبذب بين الدقائق ، و لو كان أن يلعب كرةً مثلًا لأسرع ملبيًا تاركًا كتابه!!
و هذا يعيدنا للحلقة الأولى التي هي أنَّا أمةٌ لا تقرأ! فنحن لا نقرأ إلا قطعًا للفراغ في كتبٍ لا تسمن و لا تغني!!
_____________________________________
ما السبب الذي جعلنا أمةً لا تقرأ؟:
كما أشرنا سابقًا فإن أكثر من نصف الأمة العربية يقرؤون لكن قراءتهم أو عدمها سواء.
و هذا لا يعني عدم وجود كثيرٍ من فئات المجتمع قارئةً بامتياز لكن هذا الكثير ليس شيئًا أمام هذا الغثاء العليل.
فما السبب الذي جعلنا أمة لا تقرأ؟ أرجح الظن أن السبب داخل في التربية فإن الفتى يربى على الاستماع أكثر من القراءة!!
بل إن الكثيرين يضنون أنَّ الكتاب اسمٌ راجع على كتب المدرسة فقط و أنَّ المكتبة هي القرطاسية!!
كثيرٌ أيضًا لا يفرقون بين كتاب التوحيد و كتاب الفقه!! و بين الجغرافية و التاريخ!! أو بين التجويد و التفسير!! فهم ينقلون هذه الكتب معهم دون أن يفتحوها في حصة الدرس!!
من هنا نعلم علم يقين أن المشكلة متأصلة في التربية من الوالدين و في المدرسة إلا من رحم ربي و قليلٌ ماهم.
إِنَّ المكان الوحيد الذي لا يعلمه الطالب في المدرسة هو «مكتبتها»!! فالمشرفون عليها ينحصر عملهم داخلها.
داخلها الذي يعتبر المكان المظلم بالنسبة للطالب!!
إذً كيف نطالب الفتى العربي أن يكون قارئًا حاذقًا في كثير من العلوم؟
ثم إذا لم يكن قلنا هذا هو الشعب العربي لا يقرأ !!
___________________________________
هل للطبيعة العربية شأنٌ في هذا أم أنه شأن البيئة؟ :
كثيرون هم أولئك الذين يزعمون أن عدم القراءة و النفور منها هي إنما طبيعة العرب أنفسهم و هاؤلاء ينقسمون إلى ثلاثة أصناف :
الأول : لن أبالغ إن قلت أن هاؤلاء يخدمون الماسونية اليهودية العالمية بشكل كبير و ذاك من قول اليهود أنفسهم كما دل على ذلك القرآن الكريم ((ذلك لأنهم قالوا :ما علينا في الأميين سبيل)) لكن هاؤلاء قلة قليلون من العرب و غير العرب
الثاني : هم أناس يعذرون أنفسهم و جهلهم لأنهم كذبوا و صدقوا كذبتهم فبقوا هنالك جاثمين أو تجدهم يطيرون خلف التغريب لأنهم يرون أن هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يصلوا إلى المعالي
الثالث : هم أناس يتكبرون على الناس إذ أنهم يعتبرون من العباقرة العرب فيكذبون هذه الكذبة حتى ليشعر أنهم فعلوا المستحيل أو أنهم أناس أجانب يريدون تغريب بلاد العرب عبر بث الروح الإنهزامية فيهم و هاؤلاء إن وجدوا فهم شراذم بحمد الله
و النوع الثاني هم أكثر الزاعمين بهذه الأكذوبة !
إذً فنحن نقول أنها أكذوبة لكن ما الدليل على ذلك ؟ فالشعوب العربية هي أكثر الشعوب تخلفًا !
نجيب : بأنه وفي القرون الوسطى كانت أوربا حينها القارة المظلمة لشدة جهلها و كان العرب غير بعيد في الأندلس يعيشون تقدمًا و حضارة هي أبعد من حضارة أوربا بشكل أكبر بكثير من الفارق بين حضارة أوربا و الشعوب العربية !!
فهل اعتبرت الطبيعة الأوربية طبيعة الكتاب بعيد عنها !! لا و أكبر دليل هو ما تعيشه أوربا و أمريكا على تخلفهما في الحضارة الروحية بينما تعيش الشعوب العربية بعدًا عن كثير من المعاني الروحية خصوصًا القراءة بسبب تثبيط أعداء الإسلام.
و إن كون العرب لا يقرؤون -حاليًا- لا يعني أنهم غير قادرين على القراءة.
إذً أين المشكلة ؟. نظرية المؤامرة التي لا يجب إلغاؤها لا تقوم إلا بالتحرك مع الموجة و الحرص على ألا تقف فهي ليست السبب الرئيس.
إذً ما هو ؟. إن البيئة التي نعيشها هي السبب في ذلك فبينما لا يوجد توجيه و تشجيع على القراءة بالقدر المطلوب هناك تثبيط عنها بشكل فوق المحتمل.
إن أولئك الذين أقنعوا أنفسهم أن طبيعتهم العربية تجنبهم القراءة كانوا و بدل أن ينعزلوا عن المجتمع بكونهم حالات شاذة ، فرضوا هيمنتهم عليه بكونهم هم الحقيقة ، هم الواقع ، و أن غيرهم مجرد حالمين يتوهمون أنهم قادرون على النهوض فأصبح الداعي إلى القراءة و التعلم يخاف نقدهم و قولهم "إنهم أناس يتعلمون".
و في ضل هذا الخوف من النقد ظهر جيل أبعد ما يكون عن الكتاب و جيل يخاف النهوض بأعذار هو يضعها من كيسه و إلا ما المانع من القراءة ؟
_____________________________
ما الحل إذً ؟ :
إن البناء الذي يرتكز على قاعدة واحدة سيسقط حتمًا و لهذا فإن عملية الإصلاح الفردية هي أيضًا عملية مكتوب لها الفشل و التاريخ خير دليل على ذلك ، و لهذا كان و لا بد من عمل جماعي يقوم عليه الآباء و الأساتذة و الدعاة و العلماء كلٌ على حدٍ سواء.
يكون هذا العمل الجماعي عملًا تتضافر فيه الجهود لبناء جيل جديد على الطريقة الإسلامية و توجيه الجيل الحاضر إلى أسس الحضارة و يكون التركيز الأكبر على التنشئة أكثر من الجيل الحالي لأنه جيل شرب ألوان الذل و الهوان و نبذ التعلم.
و على العاملين بهذا المجال أن يصرفوا أنفسهم عن أولئك المثبطين و ألا يصغوا إلى استهزاء الجاهلين و أن يتحلوا بالصبر و اليقين و أن يعلموا أن هذا العمل لا تظهر نتائجه إلا بعد حين
_____________________________
الأسئلة هناك في الأعلى هي محور النقاش و إجابتي هي رأيٌ يصيب و يخطئ و للكل حق المشاركة و أرجو من الجميع التفاعل و إبداء أرائهم و لا أعلم إن كان هناك من سبقني إلى فتح مثل هذا الموضوع
الأسئلة هي :-
هل نحن حقًا أمة لا تقرأ ؟
و ما السبب الذي جعلنا أمةً لا تقرأ ؟
و هل للطبيعة العربية شأنٌ في هذا أم أنه شأن البيئة ؟
و ما الحل إذً ؟
هذا و إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان و أستغفر الله إنه كان غفارًا رحيمًا